لاحظت مدارس خاصة في الإمارات الشمالية انتشار ظاهرة «الحضور الوهمي » في حصص التعليم عن بعد حيث يقوم الطلاب بتدوين أسمائهم في خانة الرسائل و عدم متابعة باقي الدرس وشددت هذه المدارس على أن الطالب سيعد غائباً ومخالفاً للأنظمة التعليمية في حال عدم مشاركته وتفاعله ضمن الحصة الدراسية.
وقال بعض المشرفين في قسم التأسيسي بمدرسة خاصة في رأس الخيمة، إن المعلمين تنبّهوا إلى أن بعض الطلاب يختفون بشكل كامل عند طرح الأسئلة ولا يسمع صوتهم أو تظهر صورهم على الشاشة حيث يكتفون بتسجيل الحضور في بداية الحصص والمغادرة بعد ذلك ولفتت أن المدارس قامت بتنبيه جميع الطلاب بأن تسجيل الغياب وضع درجات الطلاب في نهاية الفصل سيعتمد على عدم سماع الصوت أو ظهور الصورة ضمن الحصة.
وتابع أحد المشرفين بأن كل طالب يحق له التغيب لمدة ثلاث دقائق في اليوم بعد الاستئذان من المعلم بغرض قضاء حاجته أو شرب الماء و أي تأخير عن هذه المدة سيعتبر غائباً ومخالفا للائحة السلوك الطلابي.
وأشار مشرف آخر في قسم الثانوي، أن طريقة تسجيل الحضور تركت للمعلمين فبعضهم يقوم بتسجيل الحضور أثناء الحصة ومحادثة الطالب ورؤيته ضمن الحصة، والبعض الآخر طالب الطلبة بكتابة اسمائهم في خانة الرسائل النصية في بداية الحصة ومن ثم متابعة حضوره ضمن الحصة، ونوّه إلى أن بعض الطلاب يعتبرون نظام التعليم عن بعد متساهلاً ويسمح لهم بالتغيب عن الحصص.
وأفاد مدير مدرسة خاصة تطبق المنهاج الأميركي، أن مدرسته اعتمدت على طرح سؤال على كل طالب ضمن الحصة للتأكد من الحضور مع عدم ضرورة فتح الكاميرا، مؤكداً أن تسجيل الحضور هو مسؤولية المعلمين حسب الطريقة المناسبة لهم لمراقبة تصرفات الطالب والتزامه بالدوام المدرسي عن بعد.
أكد مشرف في قسم الثانوي بمدرسة خاصة في إمارة أم القيوين أن الهدف من التدقيق على الحضور في نظام التعليم عن بعد هو متابعة الطلاب بشكل دائم لضمان عدم تأثر مستواهم التعليمي بالإضافة إلى أن وقت الحصص قصير ولا يتحمل إضاعته في إعادة الشرح للطلبة الغائبين.
وتباينت آراء الأهالي حول هذا الموضوع بين مؤيد للتعليم عن بعد والتعليم الهجين ومنتقد له، حيث أعرب بعضهم عن تقديره للجهد الذي تبذله الدولة لإنجاح هذه التجربة الوليدة التي فرضها فيروس كورونا مطالبين بالصبر ومساعدة الكادر التدريسي وخاصة في حال غياب الأم عن المنزل، أما البعض الآخر فاعتبر تجربة التعليم عن بعد تجربة فاشلة ولا ترتقي إلى المستوى المطلوب وطالبوا بإيجاد حلول للثغرات المكتشفة في هذا النظام من الحضور الوهمي و طرائق الامتحانات ومراعاة عدم قدرة الأطفال الصغار على التأقلم مع هذا النظام على أمل عودتهم القريبة إلى المدارس. |