يمر طلبة الصف الثاني عشر في هذه الأيام بمرحلة حرجة نتيجة الامتحانات التي تحدد مستقبلهم الأمر الذي يتطلب دعماً نفسياً بسبب المشاعر المتضاربة التي تنتابهم لذلك فقد دعا عدد من الأخصائيين النفسيين للاهتمام بالصحة النفسية للطلبة خلال هذه الفترة،حيث أقر مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي،بضرورة الدعم النفسي للطلبة في الفترة الحالية بسبب الحجر المنزلي لأنهم معرضون للاضطراب العاطفي نتيجة فقدان التواصل الاجتماعي، وخصوصاً طلبة المرحلة الثانوية لكونها مرحلة تقرير مصير، لذلك هم بحاجة لدعم أهلهم وأصدقاءهم بالتواصل معهم بمحادثات عبر الهاتف أو محادثات فيديو.
وجاء تأكيد معلمين على صعوبة هذه المرحلة على الطلبة حيث يتعرضون لضغوط نفسية قد تتطور أحياناً لأمراض جسديّة إذ لم يتم السيطرة عليها بالشكل المناسب، كما أن تلك المخاطر زادت في الآونة الأخيرة بسبب انتشار فيرو س كورونا وتحول الدراسة إلى التعليم عن بُعد وإلزام الطلبة بالبقاء في المنزل وفقدان كافة وسائل التواصل الاجتماعي مع زملائهم.
وتحدث عدد من الخبراء النفسيين عن القلق الذي يعيشه الطلبة في فترة الامتحانات وخصوصا الثانوية لأنها مرحلة استثنائية ومصيرية لتقرير مستقبلهم الجامعي، حيث تكون الكثير من الأمور مجهولة بالنسبة لهم كإجراء الامتحانات عن بُعد وتأجيل الاختبارات الدولية، وعدم وضوح برامج المنح والتسجيل في العديد من الجامعات العالمية، كما هناك شك بعض الطلبة في إنصافهم في تحصيل العلامات وعدم وجود مساواة.
وأكد الخبراء على الجانب المهم الذي يقوم به الدعم المنزلي للطلبة في هذه الفترة، حيث يبرز دور الأهل في تعزيز ثقة أبناءهم بأنفسهم ورفع معنوياتهم فعلياً، وذلك عبر تشجيعهم وتقوية عزيمتهم، وتفهم مخاوفهم، وتحويلها إلى دافع لمواصلة مشوارهم، كما يجب تأمين جو هادئ لهم للمذاكرة.
ونصحوا الطلبة بوضع برامج يومية خلال هذه الفترة برامج يومية للمذاكرة تناسب قدراتهم وطاقاتهم، مع ضرورة وجود أوقات للراحة والاسترخاء تتخلل فترة المذاكرة، ونبهوا على عدم تمضية وقت الراحة في قراءة شاشة الهاتف أو آي باد لأن ذلك يزيد من إرهاقهم ومضاعفة قلقهم.
ويأتي موضوع التغذية الصحية مهماً مع ممارسة الرياضة خصوصاً المشي، وأخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لتجنب إصابتهم بعدوى كوفيد-19، وأخذ قسط كافي من النوم، وتجنب الدراسة في الساعات الأخيرة قبل الامتحان لما تسببه من مضاعفة الضغوط وإرهاق المخ ومضاعفة المخاوف والقلق.
وعبر بعض الطلبة عن ما يجول في أنفسهم من قلق ومخاوف ناتجة عن نظام التقييم النهائي، كما تحدث بعضهم عن الخوف من الامتحانات نفسها وعدم القدرة على الإجابة، حيث أن القيام بالامتحانات من المنزل أمر يزيد من القلق، لكونها تجربة جديدة لم يعتادوها وتزيد من الضغوط النفسية التي يمرون بها وتجعلهم غير واثقين من مسألة تساوي الفرص التي تقدمها اللجان التقليدية للامتحانات، كما أن الكثير من من الطلبة قلقون حول فشلهم في الحصول على معدلات مرتفعة تمكنهم من الحصول على منح دراسية بجامعات دولية، وتحقيق أحلامهم في دراسة تخصص معين، حيث أن موضوع الاختبارات المركزية يسبب القلق للجميع، بالإضافة لأن الفترة الماضية والحجر المنزلي وتقييد الحركة قد سبب التوتر والقلق للجميع لحرمانهم من التواصل الذي تؤمنه المدرسة.________________________________________
كما خصصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الخط الساخن (04-5192519) لتقديم الاستشارات النفسية والدعم النفسي لحالات القلق والتوتر المرافق لأزمة «كوفيد-19»، حيث يمكن الطلبة من التحدث إلى المختصين في المجال النفسي بالوزارة، كما تم إطلاق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة حملة وطنية عبر الإنترنت لتقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع في ظل «كوفيد-19»، بالتعاون مع أكثر من 50 من الخبراء، والأخصائيين النفسيين والملهمين في مجالات علم النفس، والدعم النفسي والاجتماعي والمهارات الحياتية. حيث يتم بث يومي مباشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالبرنامج، لتقديم كافة النصائح والإرشادات اللازمة لأفراد المجتمع للتعامل مع تحدي «كورونا»، والإجابة عن أسئلتهم النفسية، بجانب عرض سلسلة من البرامج للتوعية القصيرة والمركزة المقدمة من خلال مجموعة من المختصين حول المرونة والمتانة النفسية خلال التحدي الحالي، كما تتم عقد جلسات افتراضية مغلقة لتوفير الدعم النفسي الاجتماعي لكافة شرائح المجتمع بما فيهم الطلبة |
لا توجد تعليقات بعد.