اعتبر عدد من التربويين ومديري مدارس خاصة في الشارقة وعجمان عودة الطلاب إلى الصفوف تحدياً جديداً يضاف إلى الأعباء التي تتحملها المدارس في ظل هذه الجائحة، خاصةً من خلال الالتزام التام بالبرتوكولات الصحية التي أقرتها الجهات المعنية، من تعقيم دائم ومستمر للبناء المدرسي والحافلات المدرسية، وتوفير مستلزمات الوقاية من كمامات و معقمات، يضاف إلى ذلك المتابعة الدورية للفحوص الخاصة بفيروس «كورونا» للطلاب والكوادر الإدارية والتدريسية، مطالبين بتذليل العقبات التي تعترضهم ومنها توفير باقات انترنت توفيرية للطلاب و المدارس لتلافي ضعف شبكة الانترنت، الذي يسبب تأخيراً واضحاً في تنفيذ الخطط المدرسية الأسبوعية.
وأضافت مديرة إحدى المدارس في الشارقة، أن مدرستها تصرف أسبوعياً 74 ألف درهم، لتوفير وسائل التعقيم و مستلزمات غرف العزل، بالإضافة إلى الكثير من التكاليف التي دفعتها جراء تعاقدها مع معلمين أجانب ولم يباشروا العمل بسبب ظروف فيروس كورونا، وتكفلت بسكنهم و فواتير الكهرباء والماء، مشيرةً إلى صعوبة التحدي الذي يخوضه المعلمون في التنسيق بين التعليم المباشر والتعليم عن بعد، وأنّ المعلم الماهر قادر على تجاوزها.
و دعا مدير مدرسة بالشارقة الأهالي إلى التعاون وتسديد مستحقاتهم تخفيفاً عن الأعباء المالية المترتبة التي أثقلت كاهل المدرسة، حيث بلغ حجم الأقساط المتأخرة حوالي 4 ملايين درهم التي يداوم فيها عن قرب 500 طالب من أصل 800، يضاف إليهم المصروف الشهري للمدرسة بحدود 60 ألف درهم ثمن وسائل الوقاية والتعقيم وأجهزة قياس الحرارة، بالإضافة إلى تأمين شامل للطلبة والمدرسين بما لا يقل عن 600 ألف درهم، كما أن أسعار الكتب المدرسية زادت بنسبة 27%.
و من جانبه، أشار مدير مدرسة خاصة في عجمان، حرص مدرسته على تحقيق جميع الشروط الصحية لاستقبال الطلاب والبالغ عددهم 270 طالباً و طالبة، بنسبة 25 % من الطلاب المسجلين في المدرسة، بالإضافة إلى الفحص الدوري للعاملين والطلاب، ونوّه بصعوبة التعليم الهجين وأن إدارة الصف بالطريقة المثلى يستوجب خبرات تدريسية لا يستهان بها، ويضاف إلى أعباء المدرسة عدم توافر أجهزة حاسوب لدى عدد من الطلبة ما دفع إدارة المدرسة إلى تزويدهم ب 50 جهاز حاسوب على الأقل.
وشرحت مديرة مدرسة الصعوبات المتعلقة بضعف شبكة الإنترنت، التي تسبب تعطل المعلمين عن إعطاء الدروس، وطالبت بتأمين باقات توفيرية و متميزة لإدارات المدارس لتسهيل قيامها بواجباتها وعدم إعاقة العملية التعليمية.
وأضاف مدير مدرسة ثانوية في عجمان: إن تحديات عملية التعلم عن قرب في ظل انتشار «كورونا» تتمثل في المتابعة المستمرة للطلاب من قبل المشرفين، منذ بداية الدوام المدرسي و حتى بين الحصص مباشرة، وتنفيذ إجراءات الوقاية و قياس درجات الحرارة بشكل متواصل.
ومن ناحية أخرى، أفاد موجه تربوي بأن عملية الموازنة ضمن الصف بين التعليم المباشر و التعليم عن بعد، تلقي بتحديات كبيرة على المعلمين، ما يسبب في عدم تحكم في مقدار الوقت الممنوح لكلا النموذجين، والاهتمام بأحد النموذجين على حساب الآخر. |