مع بدء العام الدراسي سارعت مدارس خاصة في أبوظبي على المنافسة في استقطاب الطلبة وذلك بتقديم عروض بتخفيضات على رسوم التسجيل، حيث وصلت في بعض المدارس إلى 30%، بينما صرحت مدارس أخرى عن استعدادها لتقديم خصم على الرسوم يصل إلى 50 % في حال تمّ تطبيق نظام التعليم عن بُعد.
وتحدث مدير أحد المدارس عن انخفاض في أعداد الطلبة الجدد المسجلين، وخاصة في رياض الأطفال، مع ارتفاع في نسب الطلبة المحوّلين من المدارس (مقارنة بالنسب المعتادة)، حيث ظهر قلق العديد من ذوي الطلبة من تسجيل أطفالهم في رياض الأطفال وحاولوا عوضاً عن ذلك البحث عن مدارس ذات رسوم أقل لنقل أبنائهم الأكبر سناً إليها
وقد انتشرت في الفترة الماضية بعض الإعلانات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن مدارس خاصة حيث استعرضت ميزات التعليم فيها وشجعت أولياء الأمور على تسجيل أولادهم فيها للاستفادة من الخصم المقدم من المدرسة عند تسجيل أشقاء أو أقارب فيها، حيث أعلنت عن إعفاء لرسوم التسجيل، إضافة لخصومات على الرسوم الدراسية، ورغبة بتطبيق خصومات إضافية، عند تطبيق نظام التعليم عن بُعد بشكل كامل.
وتسابقت مدارس في أبوظبي والعين (تتبع المنهاج الوزاري، والأميركي، والبريطاني، والهندي) في طرح إعلانات داعيةً فيها ذوي الطلبة إلى تسجيل أبنائهم بسرعة والحصول على خصم في رسوم التسجيل يصل إلى 30% أو 50% مع حضم على رسوم الحافلات المدرسية يصل 25%، كما تحدثت تلك المدارس عن العديد من الخدمات المقدمة التي تميزها وتجعلها خياراً أفضل، كتقديم معلمين لغة أجانب (لغتهم الأم هي الإنجليزية) لدعم عملية التعلم، مع تقديم أفضل طرق الأمن والمحافظة على سلامة أولادهم.
ومن هذه المدارس أعلنت مدرسة شهيرة في أبوظبي تتبع المنهاج البريطاني عن فتح باب التسجيل في أحد الفروع الجديدة التابعة لها مع تقديم حسم على الرسوم الدراسية والمواصلات، وفي حال طبّق التعليم عن بعد قد يصل ل 50% على الرسوم الدراسية، وهذا العرض يعتبر سارياً فقط على الفرع الجديد، وقامت مدرسة أخرى بتقديم خضم 20% على الرسوم الدراسية للطلبة الجدد، خصم إضافي 15% للأشقاء.
ويعود سبب رفع الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما تحدث عادل محمد مدير مدرسة خاصة، إلى وجود مقاعد شاغرة وخصوصاً في رياض الطفال رغم رفعها لشعار اكتمال العدد في السنوات السابقة، حيث لم تتجاوز نسبة الإشغال الـ40% من طاقة المدرسة وأن غالبية المدارس تواجه هذا الأمر وتمتلك مقاعد شاغرة في الصفوف الدراسية للعام الثالث على التوالي.
وتحدث: لقد حاولنا توجيه رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي نؤكد من خلالها أننا نقدم تعليماً متميزاً برسوم معقولة، وأعلنا عن خصومات على تسجيل الطفل الأول في المدرسة بقيمة 10% من الرسوم الدراسية، وفي حال وجود طفلين سيحصل ولي الأمر على 15% خصماً على إجمالي الرسوم، وسيرتفع الخصم إلى 20%، في حال وجود ثلاثة أطفال للأسرة في المدرسة.
وفي الفترة الأخيرة أحصت دائرة التعليم والمعرفة أكثر من 40 ألف مقعد شاغر في المدارس الخاصة في العام الماضي، حيث أن عدد طلبة المدارس الخاصة يبلغ حوالي 65٪ من إجمالي عدد الطلبة في الإمارة، وبلغت نسبة الطلبة المواطنون 27% من إجمالي الطلبة، مقابل 73% من الطلبة المقيمين.
وتوزعت نسب الطلبة على المدارس الخاصة في أبو ظبي 28% على المنهاج الأميركي، و23% المنهاج البريطاني، و19% منهاج وزارة التربية والتعليم، و18% المنهاج الهندي، و5% منهاج سابيس، و7% مناهج أخرى.
وبلغت توقعات الدائرة وصول أعداد الطلبة إلى 282 ألف طالب وطالبة بحلول العام الأكاديمي المقبل 2020-2021.
وتحدثت مسؤولة التسجيل في مدرسة تتبع المنهاج الأميركي، ساندي نورين، عن مواجهة المدارس الخاصة للكثير من التحديات في العام الدراسي المقبل، الأمر الذي ما دفع معظم المدارس لإيجاد أساليب جديدة لاستقطاب الطلبة، سواء بالإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالرسائل الهاتفية، إضافة إلى البريد الإلكتروني للمسجلين على قاعدة بياناتها، وأشارت أنّ التحديات تتضمن المقاعد الشاغرة في العديد من الصفوف الدراسية، وضعف التسجيل الجديد، وخصوصاً في مرحلة رياض الأطفال، ونسبة الطلبة المنتقلين إلى مدارس أخرى، سواء داخل الدولة أو خارجها.
وتحدثت مسؤولة إدارية في سلسلة مدارس شهيرة ذات رسوم مرتفعة، (طلبت عدم ذكر اسمها) عن انخفاض التسجيل في رياض الأطفال لهذا العام حيث هذا الانخفاض كان لدى الطلبة المحولين أيضاً بالإضافة للطلبة الجدد.
وقالت: في مدارسنا نحو 20% من طلبة KG1، المسجلين في العام الدراسي المنتهي، لم يُعد آباءهم لتسجيلهم على الرغم من إرسال أكثر من إشعار لهم بضرورة التسجيل لضمان حجز مقعد الطالب للعام المقبل، كما أنّ العديد من الأسر أبلغت المدرسة عدم رغبتها في تسجيل أبنائها هذا العام، وأنها ترغب إلحاقهم مباشرة بالصف الأول العام بعد المقبل، وذلك لتخوفهم من (كورونا) وعدم ملاءمة التعليم عن بُعد للأطفال الصغار».
وجاء في إحصائيات دائرة التعليم والمعرفة الأخيرة أن 7.29% من الطلبة مسجلون في مدارس رسومها مرتفعة جداً (أكثر من 50 ألف درهم سنوياً)، و18.73% في مدارس ذات رسوم مرتفعة (من 30 إلى 50 ألف درهم)، و19.66% في مدارس برسوم متوسطة (من 20 إلى 30 ألف درهم)، و27.36% في مدارس برسوم مخفضة (من 10 إلى 20 ألف درهم)، و26.96% في مدارس ذات رسوم مخفضة جداً (أقل من 10 آلاف درهم).
وجاء توزع المدارس تبعاً لقيمة الرسوم الدراسية كما يلي:20 مدرسة رسومها الدراسية مرتفعة جداً، و41 ذات رسوم مرتفعة، و41 مدرسة متوسطة الرسوم، و61 مدرسة منخفضة الرسوم، و59 مدرسة رسومها منخفضة جداً.
لا توجد تعليقات بعد.