أقرت الجهات التعليمية في الدولة تطبيق نموذج التعليم الهجين (الدمج بين التعليم في المدرسة والتعليم عن بعد) في المدارس الحكومية، ومنحت للمدارس الخاصة عدة خيارات لتحديد آلية دوام الطلبة بما يحقق التوازن بين حضور الطلبة للمدرسة والإجراءات الوقائية والاحترازية من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم بأن 30 أغسطس الجاري موعد انطلاق العام الدراسي الجديد للطلبة، بينما سيباشر المعلمون والإداريون دوامهم يوم 23 من الشهر نفسه، وفق القرار المعتمد من المجلس الوزاري للتنمية للتقويم المدرسي لجميع مدارس الدولة المطبقة لمنهاج الوزارة والمناهج الأجنبية سواء كانت حكومية أو خاصة.

هذا وقد أكدت وزارة التربية والتعليم تطبيق نظام التعليم الهجين ضمن المدرسة الإماراتية الذكية بدءاً من العام الدراسي المقبل، مع وضع 4 سيناريوهات للدوام المدرسي على أن يحقق التعليم المدرسي نسبة 70% مقابل 30% للتعليم الإلكتروني، وتراوح ساعات الدوام بين 5.30 ساعة وصولاً لست ساعات.

وبينت الوزارة بأن الدوام المدرسي في السيناريو الأول ينطلق من الساعة 7:15 صباحاً وحتى 12:50 ظهراً، والثاني من الساعة 7:30 حتى 1:05، والثالث من الساعة 8:00 صباحاً وحتى 1:35 ظهراً، والرابع من 8:30 حتى 2:50، على أن يكون الدوام مواكباً لاحتياجات الطلبة وتعديل أوقات دراستهم بما يتناسب مع قدراتهم التعليمية المختلفة.

وأكدت الوزارة أن هذا النظام يضمن ويشجع طلبة المدرسة الإماراتية على استخدام المصادر الذكية للتعلم الذاتي التي تثري معلوماتهم في مجالات عدة في المستقبل، وتساهم بإعدادهم للدراسات العليا وسوق العمل، وتطبيق الأكاديميات الافتراضية لتسهيل تعلم الطلبة من خلال نخبة من المعلمين المتميزين، ومع تسهيل متابعة الفعاليات والأنشطة الافتراضية، منها الرحلات، والسينما والاحتفالات.

وأكدت الوزارة على تحديد إجمالي عدد الحصص لطلبة المراحل التعليمية كافة ضمن السيناريوهات المطروحة بحيث يكون زمن الحصة 45 دقيقة لجميع الصفوف، مبينة بأن عدد الحصص في مرحلة رياض الأطفال 30 حصة أسبوعياً، بواقع 25 لـ(التعليم المدرسي)، وخمس حصص (تعليم ذاتي)، والحلقة الأولى 35 حصة، موزعة على 30 للتعليم مدرسي وخمس للتعليم ذاتي، والحلقة الثانية 40 حصة بواقع 30 للتعليم مدرسي وثلاث للتعليم مباشر، وسبع للتعليم ذاتي، ومرحلة التعليم الثانوي 40 حصة، بواقع 30 تعليم مدرسي، وخمس للتعليم مباشر، وخمس للتعليم ذاتي.

وبينت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي بأنها ستتيح للمدارس الخاصة اختيار الأسلوب الأنسب لها شريطة الالتزام الكامل بالتوجيهات والتدابير الوقائية المعتمدة بما يحمي الطلبة، ومنها استقبال جميع الطلبة في الوقت نفسه، ومع المواصلة في تطبيق التعلم عن بُعد بشكل جزئي، وتنظيم الدوام المدرسي للطلبة ضمن فترات متعاقبة (مثلاً دوام صباحي وآخر مسائي)، ودعت المدلرس والأهالي للتشاور للوصول لأفضل خيار، وكما بينت بأن العودة للمدارس يمكن أن يكون مُقلقاً لبعض أولياء الأمور والطلبة، لكن المدارس ستلزم بإجراءات صارمة في الصحة والسلامة لحماية الطلبة والكوادر المدرسية من الإصابة بالعدوى.

أما من جهة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي فقد خيرت المدارس الخاصة العاملة في الإمارة بين خمسة نماذج تعليمية يتم تطبيقها العام الدراسي المقبل، تشمل الخيارات الانتظام بنظام الدوام الكامل مع حضور الأطفال يومياً إلى المدرسة، أو الانتظام بنظام الدوام الجزئيمع حضور الأطفال يومياً إلى المدرسة نصف دوام، والتناوب بالأيام يساعد في تلقي الأطفال التعليم مباشرة أياماً متناوبة مثل يومان في الأسبوع، أوالتناوب بالأسابيع يساعد في تلقي الأطفال التعليم في المدرسة، مع تطبيق التعليم عن بعد لمدة أسبوعين في كل شهر، أو اعتماد التعليم الهجين والخاص بتلقي الأطفال التعليم في المدرسة يومان في الأسبوع وثلاثة أيام في الأسبوع التالي، والتعليم عن بعد في الأيام التي يكون فيها في المنزل، وأشارت الدائرة بأن نتائج استبيان أولياء أمور الطلبة الخاص بإعادة فتح المدارس الذي تم نشره مسبقاً لقي مشاركة 63% من أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة في أبوظبي، وقد جاءت النسبة الكبرى 45% منهم عودة أبنائهم إلى الدوام المدرسي، بينما لم يتخذ 21% من المشاركين قرارهم في هذا الخصوص، وأكد 34% من المشاركين بأفضلية استمرار نموذج التعليم عن بعد.

وأفادت هيئة الشارقة للتعليم الخاص بأنها وضعت عدداً من الإجراءات الاحترازية لعودة الطلبة إلى مدارسهم بداية العام الدراسي المقبل، ومع التأكيد بأن نظام التعليم عن بعد مستمر مع استئناف الدراسة في العام الدراسي المقبل، وبينت بأن إمكانية استئناف الطلبة دراستهم العام المقبل في جميع المدارس الخاصة بالإمارة سيحصل وفق الضوابط والاشتراطات الوقائية الصادرة عن الجهات المعنية وتوجهاتها، كما تم التعميم على جميع المدارس بتعيين مسؤول صحة وسلامة مدرّب في كل مدرسة، ومع كادر تمريضي مرخّص، وأشارت بأن قرار استئناف الدراسة خلال الموسم الدراسي المقبل سيكون ضمن خطة شاملة ترتكز على التزام المؤسسات التعليمية بالتدابير الاحترازية.

من جهة أخرى فإن آراء أولياء أمور الطلبة حول قرار العودة للمدارس واستئناف الدراسة كانت متباينة، ومشيرين إلى أن قرار العودة يحتاج إلى توضيح الإجراءات التي تضمن سلامة أطفالهم مع وقايتهم من خطر انتقال العدوى إليهم، ورغم ذلك فضل العديد من أولياء الأمور استمرار التعليم عن بعد حتى يتم إيجاد حل لفيروس كورونا رغم بأن هذا النظام لديه نتائج سلبية مثل تقييد الأولياء بالمنزل أثناء الحصص إلا أنه أفضل حل وقائي في الوقت الراهن، وبينما رأى قسم أخر منهم باعتماد دوام الفترتين صباحي ومسائي، وتقليل عدد الطلبة داخل الصفوف إلى 30%، والحرص على وجود عدد كبير من المساعدين للمعلمين والمعلمات لمساعدتهم في السيطرة على الطلبة، والتزام وضع ملصقات على المقاعد داخل الصفوف بمنع الطلبة وإلزامهم بعدم الجلوس بجانب بعضهم.

وصرحت نائب مدير مدرسة ابن خلدون الخاصة فاتن سعيد بأن نظام التعليم الهجين يعد أفضل سيناريو،وخاصةً في ظل الأوضاع الناتجة عن جائحة كورونا، حيث يقدم الفرصة المطلوبة لتفاعل الطلبة معاً داخل الصف، وهو إجباري لتدريس بعض المواد التي تحتاج إلى إجراء تجارب واستخدام وسائل تعليمية، بالإضافة الطلبة للتعامل بشكل جيد مع التقنية من خلال التعليم عن بعد، ووضحت بأنه بعد النقاش مع أولياء الأمور فإن النسبة كانت متساوية فيما يخص العودة للتعليم المباشر أو اعتماد نظام التعليم الهجين