مع تكرر الشكاوي على نظام التعليم عن بعد من قبل الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، برّر معلمون وإداريون في مدارس خاصة هذه الشكاوي بعدم تأقلم الأهالي مع هذا النظام الجديد الذي فرضته الظروف المحيطة بانتشار مرض كورونا (كوفيد-19)، مطالبين الأهالي بتحمل مسؤولياتهم التقليدية تجاه تعليم أطفالهم، التي نسوها بمرور الزمن بالاعتماد المطلق على المعلمين في نظام التعليم المدرسي. وتابعت بعض المواقع الإلكترونية والصحف الشكاوى المتداولة على ألسنة ذوي طلبة في مدارس خاصة في أبوظبي، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، التي تمثلت بانخفاض القدرات التحصيلية لطلبة «التعليم عن بُعد»، و بقاء الطالب أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة، وكثرة المنصات التعليمية الواجب استعمالها خلال الحصة الواحدة. ومن جانبها، أعلنت دائرة التعليم والمعرفة أنها تتابع بشكل مستمر الثغرات والملاحظات الموجودة في نظام التعليم عن بعد لمعالجتها، مطالبة الأهالي بالصبر لحين استكمال الرؤية حول هذا النظام الجديد. ومن جهتهم، صرح أولياء أمور، بأن المستوى التحصيلي لأولادهم قد انخفض بشكل ملحوظ بسبب الصعوبات التي يتعرض لها أبنائهم في التعامل مع المنصات التعليمية واستيعاب المعلومات، بالإضافة إلى طول ساعات اليوم الدراسي، منوّهين إلى أن المعلمين يضيعون الوقت في حصص غير تفاعلية، وعبر تسجيلات فيديو وصوت بدون أي تفاعل معهم أو شرح لما ينبغي فعله. وأضافوا إلى أن التعليم عن بعد يسبب في فقدان الطالب لمهارات التواصل الاجتماعي بسبب جلوسه وحيداً في المنزل أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة، ما يؤدي إلى إضعاف الثقة بالنفس التي كان يكتسبها بالتعليم الصفي المباشر. ومن جانبهم، قال معلمون، أن تراخي الأهالي في الفترات السابقة في متابعة أبنائهم، وإلقاء كامل المسؤولية التعليمية على المعلمين هو سبب هذه الشكاوي، داعين الأهالي إلى ممارسة دورهم الفعال في نظام التعليم عن بعد الذي يجعلهم شركاء في التعليم وداعم أساسي لدور للمعلم. و أفادت عدد من الأمهات، أن كثرة المنصات التعليمية خلال الحصة الواحدة وضخامة المعلومات المطلوبة يتسبب في تشتت تركيز الطالب، وخاصة في ظل غياب التواصل المباشر مع المعلم، وطالبن بمراعاة العوامل النفسية للأطفال وعدم الضغط عليهم. ويضاف إلى ذلك عدد من الشكاوى تتعلق بكثرة الواجبات اليومية، والمطالبة بحد أدنى من ساعات التواجد في المنصة التعليمية أسبوعياً، وكثرة الأوراق المطلوب طباعتها و الإجابة عنها و إرسالها مرة أخرى، بالإضافة إلى مطالبة بعض المنصات التعليمية للطلبة بالاطلاع على الدروس المسجلة في نهاية الدوام المدرسي. وردّ عدد من المعلمين والإداريين على هذه الشكاوي بأن عدد من الطلبة ليس لديهم انضباط ذاتي ولا يلتزمون بالحضور، ويضاف إلى ذلك تدخل الأهالي المستمر في الدرس وأحياناً إجابتهم عن الأسئلة الموجهة للطلاب ما يتسبب في زيادة الضجيج في الحصة فقدان التركيز والتقييم الخاطئ لمستوى الطالب. وشكى أهالي آخرون، من حصر التواصل مع المعلم بفتح صوت الميكرفون ما يسبب إحراج لهم أمام نظرائهم من الأهالي، وهذا ما نفاه المعلمون بوجود إمكانية التواصل عبر البريد الإلكتروني، مشيرين إلى طلب بعض الأهالي لأرقامه الهاتفية للاتصال به في أي وقت يحتاجون فيه للمشورة، أو يتوقعون أن يرد المعلم بشكل فوري على الرسائل الإلكترونية. وأضاف معلمون آخرون، أن معارضة ذوي الطلبة للتعلم عن بعد يعود إلى ضعف إتقانهم للغة الإنجليزية، وقلة مهارتهم في التعامل مع الكمبيوتر و المنصات التعليمية، وطالبوا الأهالي في استثمار الوضع الحالي لتطوير مهاراتهم التكنولوجية واللغوية لمواكبة العصر الحالي. وأعربت دائرة التعليم والمعرفة، عن أملها في مساعدة الأهالي بتوفير جو مناسب للطلاب في المنزل يحاكي أجواء المدرسة، بما يخفف من الضغط و الضجة على الطلاب، لكي يتمكنوا من التركيز خلال حضور الحصة التعليمية عن بعد، منوهّين إلى ضرورة إبعاد الأطفال عن الألعاب المفضلة خلال تواجدهم في المنزل أثناء الحصة الدراسية التي تلعب دوراً هاماً في تشتيت الطلاب وإضاعة الوقت، مشددة على تحلي الأهالي بالصبر، والثقة بالجهود التي تبذلها الجهات المختصة لتطوير تجربة التعليم عن بعد والحفاظ على سلامة الأطفال و صحتهم. وأضافت، أن المدارس ملتزمة ضمن إمكانياتها المتاحة بتوفير احتياجات الطلبة، والحفاظ على جودة التعليم. وأشارت إلى أن المعلمين يتعرضون لمواقف مماثلة في هذه الفترة الصعبة على الجميع. وتقوم دائرة التعليم والمعرفة بزيارات منتظمة للمدارس الخاصة، بالإضافة إلى عمل استبيانات تختص بأهالي الطلبة و مدراء المدارس لتقييم الوضع و تلافي الأخطاء و الثغرات الموجودة في نظام التعليم عن بعد، والعمل على تطوير النظام التعليمي الإلكتروني بحيث تواكب متطلبات المرحلة الحالية.
وأعلنت الدائرة عن عدد من المبادرات الرامية إلى مواجهة التحديات التي تعترض استمرار العملية التعليمية، تتضمن تدريب الكوادر التعليمية، تحديد مستوى مختلف المنصات التعليمية، وتأمين أجهزة لوحية جديدة متطورة مع شرائح بيانات الإنترنت لتوزيعها على المحتاجين في المدارس الخاصة.
لا توجد تعليقات بعد.