بعد عدة سنوات على بدء الأزمة السورية, بدأت آثاراها المادية والمعنوية تظهر على جميع نواحي الحياة والقطاعات ومنها قطاع التعليم الذي تراجع في بعض المناطق مادياً بسبب تهدم الكثير من المدارس ومعنوياً بسبب التأثر السلبي بالظروف الحالية وعدم التأقلم معها وجاءت ردات الفعل سلبية تجاه هذا الأمر حيث أنه تم تبرير عمليات الغش التي تحدث في بعض المراكز في بعض
المحافظات المتضررة وغير المتضررة, والحجة الدائمة حتى قبل السؤال هي الظروف(لا ماء ولا كهرباء ولا أمان ...) حسناً, إن كانت هذه حال البلد الآن المفروضة علينا جميعاً: فهل بهذه الطريقة ستعيد اعمارها أنت كطالب؟ وبهذه الطريقة ستنشأ جيلاً من السوريين مخلصين لوطنهم كمدرس تسمح بالغش؟
يمكن وصف ما يحصل في بعض المراكز الامتحانية بالمهزلة ولا يمكن تسميته أو بمقاربته بوضع تعليمي! , فمن الممكن لطالب لم يدرس شيء من الكتاب أن يدخل كلية الهندسة أو حتى طب بشري بسبب استخدامه برامج المحادثة(واتساب أو غيره), وطالب ممتاز درس ولم ينقل أن يدخل اي معهد عادي بسبب ارتفاع المعدلات الناتج عن ارتفاع العلامات النهائية.
سأضيء في النهاية على مبدأ العنف الذي بدأ ينتشر بكثرة بسبب التأثيرات النفسية للأزمة على الناس جميعهم بما فيهم الطلبة حيث أن بعضهم تجاوز احترامه لمدرسيه بدرجات بأن أقدم على ضربهم في الشارع بسبب منعهم للغش (غش أنفسهم أولاً وأهله ومجتمعه ثانياً والوطن الجريح ثالثاً والأهم), نحن نريد أن نداوي جراح الوطن لا أن يصبح بلدنا مقسم إلى مافيات وعصابات, نريد أن نكون جميعنا كمثقفين متحدين في مواجهة أي خطأ يصيب العملية التعليمية التي هي أساس عافية الوطن ولا نريد أن نكون سبباً في هذا الخطأ,,, الدول المتقدمة تنتج الأجهزة الحديثة وتستخدمها ايجابياً في التعليم ونحن كدول عالم ثالث نشتري هذه الأجهزة وطلابنا يستخدمونها في الغش واضاعة الوقت.
_____________________________________________________________________
إلى الطلبة: لا تنظروا الى الموضوع باستهتار فهذا مستقبلكم ولا تسمحوا لأحد أن يعبث به, فحتى الصومال أصبحت ترفض شهاداتكم ...
لا توجد تعليقات بعد.