تحدثت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أنّ دولة الإمارات أصبحت مثالاً للعالم يحتذى به من خلال دعمها لاستدامة العملية التعليمية في جلسة حوارية منظمة من قبل الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وحضور الوزير حسين الحمادي ومديرة الاتحاد النسائي العام نورة خلف السويدي، كما حضر الجلسة عدد من أولياء الأمور و معلمات من الكادر التعليمي، إلى جانب أعضاء البرلمان الإماراتي للطفل لتسليط الضوء على جهود الوزارة في دعم ومساندة الجهود التنموية للدولة.
ووجهت سموها كلامها للجلسة :إنّ القيادة في دولة الإمارات تولي التعليم في البلاد كل اهتمام، من خلال الاستثمار في القطاع التعليمي لتوفير الوسائل الداعمة التي تمكنها من وضع الخطط المرنة و استحداث الآليات التي تجعلها في مصاف الدول التي واصلت عملية التعليم بكل سلاسة في ظل هذه الظروف.
وذكرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أنّ الدولة منذ البداية تعمل جاهدة على وضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق أعلى معايير الجودة في النظام التعليمي بحيث ينعكس بشكل إيجابي في تفعيل منظومة التعليم عن بُعد للطلبة والطالبات في المدارس والجامعات في الدولة.
ورد الوزير الحمادي على تساؤلات أمهات الطلبة بخصوص الأعباء الإضافية التي تقع على عاتق الأمهات عند تطبيق التعلم عن بُعد: نعتبر أولياء الأمور شركاء أساسيين معنا في نجاح النظام التعليمي وينعكس أثر متابعتهم على جودة أداء أبنائهم في الظروف العادية، وبلا شك أن هناك بعض التحديات في التعلم الذكي سواء بالنسبة لنا كوزارة أو تحديات بالنسبة لأولياء الأمور خصوصا في البداية.
وتابع: نحن على يقين أن الأعباء الملقاة على عاتق أولياء الأمور ستقل في المستقبل لأن التعلم الذكي عبارة عن أسلوب حياة سيتعود الطلبة عليه كما تعودوا على الأنظمة السابقة، وسيظهر الطلبة مهارات أكبر ومسؤوليات تجاه تعلمهم بإذن الله، وهنا يجب أن نشير إلى أهمية المنظومة الأخلاقية ومهارات الحياة التي نسعى إلى غرسها في طلبتنا بالتعاون مع أولياء الأمور لتكون مصاحبة لهم في كافة الأحوال وسيكون لها عظيم الأثر على نجاحهم وتميزهم في الحاضر والمستقبل، ومن هذه القيم والمهارات التحلي بالمسؤولية، وتنظيم الوقت، والالتزام.
كما أجاب الوزير على سؤال عن ضرورة تخفيف الحمل عن أولياء الأمور في حال استمر التعلم عن بُعد في العام الدراسي القادم :إنّ هناك قنوات تواصل دائمة مع شركائنا في الوزارات، وبتوجيهات مجلس الوزراء يتم العمل بشكل دائم على تذليل كل العقبات التي تواجه مجتمع دولة الإمارات وأولياء الأمور وبما يتوافق مع المستجدات والظروف وبما يصب في مصلحة الجميع، وفي إطار ذلك وجهنا بجعل الجداول الدراسية في أوقات تتلاءم مع وقت تواجد أولياء الأمور في المنزل خصوصا للمراحل الدراسية الدنيا ونحن حريصون على خلق مرونة تمكن الطلبة وولي الأمر من أداء رسالتهم.
وعلق أيضاً على تطبيق اختبار الإمارات القياسي ضمن المراكز :أن لاختبار الإمارات القياسي للصف الثاني عشر، خصوصية مختلفة كونه اختبارا عالي الأهمية، ويجب أن تتوفر له بيئة معينة من تجهيزات تقنية خاصة لذلك تم إعداد مراكز مخصصة ومجهزة لهذا الاختبار وهي أمور غير متوفرة في المنزل، ولأن الاختبار يؤثرا تأثيرا كبيرا على مستقبل الطالب ودراسته الجامعية والبعثات لذا نحرص على أن يؤدي الطالب الاختبار ومدته ساعتان في بيئة تعليمية محفزة ولا تعمل على تشتيت الطالب، وتكون داعمة في حال تعرضه لخلل تقني وهذا لن يتوفر في المنزل.
وفيما يتعلق بشأن طبيعة الدوام في العام الدراسي القادم قال وزير التربية والتعليم :إنّ سلامة أبنائنا الطلبة تشكل أولوية بالنسبة لنا، وهنا أؤكد لكم أن الوزارة مستعدة لجميع السيناريوهات المطروحة والخيار الأفضل المطروح لدينا الآن هو تطبيق التعلم الهجين (الذكي) الذي يجمع بين أسلوب التعلم الإلكتروني للمواد الدراسية بالإضافة إلى التعلم المدرسي التقليدي بحيث يتم تحقيق نواتج التعلم المتعلقة بالمناهج الدراسية عن طريق أساليب تعليمية جديدة تتناغم مع رؤية وزارة التربية والتعليم المستقبلية.
وتحدث الوزير عن جودة أداء المدارس الخاصة بقوله إنّ الوزارة تقوم بمتابعة هذه المدارس باستمرار عن طريق فرق الرقابة للتأكد من جودة التعليم المقدم فيها ويتم تصنيفها وفقاً لذلك، وسيتم اتخاذ إجراءات لضبط أدائها، تحقيقا لأفضل نواتج للتعلم.
وحول إمكانية عودة طلبة رياض الأطفال والأعمار السنية الأخرى الصغيرة إلى مقاعد الدراسة والمخاوف المترتبة على ذلك صحيا، ذكر الحمادي أن عملية فتح أبواب الدراسة لطلبة رياض الأطفال ستعتمد على ما يستجد في الجانب الصحي، وفي حال الاطمئنان بنسب عالية ستكون العودة مستندة على اجراءات صحية مشددة وبنسب قليلة من الحضور.
كما طرحت المعلمات أسئلة بخصوص مطالبهم تخفيض مدة إجازات الشتاء، وإطالة فترة الإجازة الصيفية، فأجاب بأنّ موضوع الإجازات وتمديدها، يتم اعتماده من قبل مجلس الوزراء حيث توجد استراتيجيات مرتبطة بالتقويم المدرسي، وخطط المناهج وعدد «أيام التمدرس». كما إنّ فترات الإجازات تسمح بتنفيذ المزيد من النشاطات والفعاليات في إجازتي الشتاء والربيع حيث يتسم الطقس بالاعتدال، كما أن طرح العديد من البرامج على كافة الأصعدة التعليمية والترفيهية من قبل الوزارة للطلبة يتيح الاستفادة القصوى من هذه الإجازات في تنمية الطلبة بأوجه متنوعة.
كما تحدث عن تجربة التعليم عن بعد وإمكانية استمرار تطبيقها في المستقبل: إن الوزارة قامت ببناء بيئة رقمية متقدمة مبنية على أسس متينة وإتباع أفضل الممارسات التربوية العالمية، وطرحت أطرا متقدمة تضمن نجاح واستمرارية المنظومة مثل، إطار تقييم النضج
الالكتروني والكفايات الرقمية للمعلم و الطالب، تمت مشاركتها في منابر عالمية منها اليونيسكو والدول المتقدمة للتعلم الذكي، كما تمت مشاركة الخبرات مع دول متقدمة مثل فنلندا و كندا، و أيضا تمت مشاركتها بالتعاون مع مايكروسوفت مع الدول التي ترغب في إتباع النموذج الإماراتي.
كما تحدث عن منظومة التقييم وآلية الاختبارات
الالكترونية الحالية التي تعتمد القياس الذكي حيث تعتبر من أفضل النظم المتبعة في التقييم، كما أنّها وضعت بعناية وتم حل كافة المشاكل التقنية بأسرع وقت وتم علاج الثغرات الموجودة ومحاولة تفادي المشكلات المستقبلية..
وأما الاختبارات
الالكترونية وتحديد مدة للإجابة على كل سؤال، فشرح أنّ كل اختبار له زمن محدد من قبل، والعديد من الاختبارات القياسية «مثل الايلتس على سبيل المثال له وقد محدد» وهذه مهارة يجب على الطلاب العمل على تطوير أنفسهم فيها. وأضاف: «نعمل على إعداد الطلبة للمرحلة الجامعية، وأغلب الجامعات العالمية وجامعاتنا الحكومية تعتمد على هذه المهارة في سياسة القياس الذكي وربط الأسئلة بالتوقيت هي إحدى هذه الوسائل.
كما أجاب على تساؤل بخصوص كثافة المناهج وتأثيره عند تطبيق التعلم عن بعد، قال الحمادي :إيماننا بقدرات أبنائنا الطلبة كبير، وتطلعات القيادة والوطن والثقة بهم وبقدراتهم عالية، فلا يوجد مناهج صعبة، بل مناهج تتطلب مثابرة وعمل واجتهاد وتنظيم وقت من قبل الطلبة، وتوفير كل سبل الدعم من طرفنا ليكونوا الأفضل إعداداً.
كما أنّ طاقم العمل في قطاع المناهج بدأ بمواءمة المناهج مع التعلم الذكي حيث تمّ تزويد القطاع التعليمي بالعديد من المصادر والبرامج والمختبرات الافتراضية التي تسهم في جعل الطلبة قادرين على تحقيق أعلى قدر من المخرجات التعليمية العالمية..