أهلاً بكم جميعاً طلاباً ومدرسين وأهالي طلبة ومهتمين، في قسم دولة الإمارات ، نحن الآن في الفصل الأول من العام الدراسي 2024/2025 وتاريخ اليوم 2024/12/05 م
وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا، هذا ما وصف المتنبي نفسه به في إحدى قصائده وهو الذي جعل للشعر العربي رونقاً آخر، ونطالع في هذا الملف نتعرف على المتنبي وهو أحمد بن الحسين أبو الطيب الكندي الكوفي المولد والذي عاش أفضل أيامه في بلاط سيف الدولة الحمداني وكان من أعظم شعراء العرب وأكثرهما تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومبادئها وتطل علينا ملحمة أخرى من ملامحه الشعرية وهي قصيدة أرق على أرق والتي قالها في مدح أبا شجاع محمد بن أوس بن معن الأزدي وقد اشتملت على أشهر خصائص شعر المتنبي من الحكمة والغزل والمدح، كما لم تخل من الإطلالة على ذات الشاعر وهي سمة تميز بها الشاعر بين شعراء العرب ومن أسباب شهرة شعره أنه مجبول على الحكمة والمعرفة الدقيقة بالنفس البشرية، ينبئ عن عبقرية حقيقية وعقل مفكر، جمال الصياغة والأسلوب وحسن التصوير، تنوع الأغراض والموضوعات الشعرية، ومن محاور هذه القصيدة: النسيب ووصف أحوال المحبين ومعاناتهم، الحكمة وأخذ العبر والمواعظ من الموت، مدح محمد بن أوس وقومه. ومن أفكار الأبيات الخمس الأولى من القصيدة وصف حال الشاعر ومعاناته من الهوى وموقفه من المحبين العاشقين، والعاطفة الموجودة في القصيدة هي التألم من شدة الحب وحرقته وندمه على لوم المحبين قبل ذلك، ونستعرض كل بيت بمفرداته و شرحه وتصويره ومن الصور الجمالية في النص (نار الهوى) تشبيه بليغ (فؤاد شيق- ذقت العشق) استعارة مكنية، أما أفكار الأبيات من الأربع التالية أن الموت حق على الجميع وأهمية الاعتبار بمن سبق من الملوك والعظماء وحماقة التمسك بالحياة، العاطفة في النص هي الزهد في الدنيا والاعتبار بالسابقين، ونستعرض مفردات كل بيت و شرحه، ومن الصور الجمالية(أبينا) كناية عن آدم عليه السلام- (نبكي على الدنيا) استعارة مكنية، في الأبيات المتبقية من القصيدة نتعرف على بيان حب الشاعر لممدوحيه وعظم هذا الحب والمبالغة في مدح محمد بن أوس، وتظهر في الأبيات عاطفة الفخر والإعجاب بالممدوح وقومه، ويتم تحديد مفردات كل بيت وشرحه، من الصور الجمالية (بدت الشموس) ومن المحسنات الأبداعية (مات-حي) طباق إيجابي، من الأساليب الإنشائية( ياذا أسلوب نداء/ أمطر أسلوب أمر).
لا توجد تعليقات بعد.