أكد ذوو طلبة أنهم علّقوا تسجيل أطفالهم في المدارس المقيدين بها حتى العام الدراسي المقبل، انتظارا للتأكد من استمرار نظام التعليم الهجين والتعليم عن بُعد من عدمه، لاتخاذ قرار الاستمرار في المدرسة أو البحث عن مدرسة بديلة، فيما أفاد مسؤولون في مدارس خاصة بأن عدداً كبيراً من ذوي الطلبة لم يسدد رسوم حجز المقعد للعام الدراسي المقبل حتى الآن، فيما زادت نسبة طلبات نقل الطلبة على معدلها الطبيعي.
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم»، تأجيل ذوي طلبة تسديد رسوم حجز مقعد دراسي لتأكيد تسجيل أطفالهم في مدارسهم، حتى العام الدراسي المقبل، وذلك انتظاراً لمعرفة ما إذا كانت الدراسة ستعود إلى شكلها الطبيعي قبل بداية جائحة «كوفيد-19»، أم سيستمر تطبيق نظام التعليم الهجين والتعليم عن بُعد خلال العام الدراسي 2021- 2022.
وعزا ذوو طلبة: أحمد صالح، ومحمد صادق، ورضوى موسى، ووفاء علي، قرارهم إلى عدم رغبتهم في استمرار ذويهم بمدارس ذات رسوم مرتفعة، في حال استمر تطبيق التعليم عن بُعد خلال العام الدراسي المقبل، نظراً إلى تقارب مستوى كل المدارس في تطبيق التعليم عبر المنصات الإلكترونية، مشيرين إلى أن رفض مدارس أطفالهم عمل خصومات على الرسوم الدراسية رغم انخفاض الرسوم التشغيلية هذا العام، ما دفعهم إلى اتخاذ هذا القرار.
وقالت والدة طالب في الصف الرابع بمدرسة خاصة، منار سيد، إنها تدفع رسوماً دراسية تبلغ 42 ألف درهم سنوياً، وخلال هذا العام لاحظت أن المواد التي يتم بثها للطلبة عبر المنصة هي نفسها التي تبثها منصة تعليمية لمدرسة أخرى، مسجل فيها أبناء زميلاتها بالعمل، ورسومها لا تتجاوز 15 ألف درهم، مشيرة إلى أنها قررت نقل طفلها إلى هذه المدرسة في حال تم مد العمل بنظام التعليم عن بعد العام الدراسي المقبل.
فيما ذكر والد طفل في رياض الأطفال، أن نموج التعليم عن بُعد للأطفال الصغار غير مُجدٍ، لذلك قرر عدم تسديد رسوم حجز مقعد دراسي للعام المقبل حتى تتضح الأمور، لافتاً إلى قيامه بالبحث عن مدرسة تطبق التعليم الصفي اليومي، نظراً إلى عدم استفادة طفله من نظام التعليم الهجين، حيث يذهب إلى مدرسته الحالية ليومين فقط في الأسبوع، فيما لا يستفيد من حصص التعليم عن بُعد نظراً إلى صغر سنّه.
فيما أكدت والدة طفلين، رشا أحمد، أن مستوى مدرسة طفليها في التعليم التقليدي جيدة جداً، فيما لاحظت تراجعاً كبيراً في مستوى أداء المعلمين خلال فترة التعليم عن بُعد، وعدم استطاعتهم إيصال المعلومات للطلبة خلال الشرح عبر المنصة الإلكترونية، مشيرة إلى اعتماد المعلمين على فيديوهات متاحة عبر الإنترنت ومنصة «مدرستي»، من دون وجود أي مجهود خاص من جانبهم.
في المقابل، أكد معلمون وإداريون في مدارس خاصة: نور خالد، وسارة عبدالله، وإيمان شهدي، ومحمد حسين، ومحمد شوشة، ومنى عاطف، عدم تقبل بعض ذوي الطلبة لمنظومة التعليم عن بُعد، نظراً إلى طبيعة أعمالهم، وعدم إمكانية وجودهم مع أطفالهم الصغار في المنزل، ما يترتب عليه عدم التزام الأطفال بمتابعة الدروس وتراجع مستواهم التعليمي.
وأشاروا إلى أن نسبة طلبات التحويل من المدارس هذا العام أكبر من الأعوام السابقة، التي كانت تراوح بين 1 و2% من أعداد الطلبة المسجلين، وقابلها في الوقت ذاته استقبال طلبات من أولياء أمور آخرين يرغبون في تسجيل أطفالهم، مرجعين ذلك إلى تبعات الجائحة، وما ترتب عليها من إعادة ترتيب ميزانيات الأسر التي تأثرت مدخولاتهم المادية، ورغبة البعض في البحث عن مدارس برسوم منخفضة، أو الانتقال من التعليم الخاص إلى الحكومي، أو تغيير مكان السكن والبحث عن مدرسة في محيطه.
جدير بالذكر أن الجهات التعليمية في الدولة أكدت أن القرار المتعلق بشكل النظام التعليمي، الذي سيطبق خلال الفترة المقبلة، سيتم اتخاذه بناء على الوضع الصحي والإجراءات الاحترازية.
زيادة طلبات النقل
أكد إداريون في مدارس خاصة: أحمد علام، ومنال بدوي، وإسراء وليد، أن المدارس ذات الرسوم المرتفعة والمرتفعة جداً سجلت طلبات نقل بنسبة أكبر من المعتادة في السنوات الماضية، فيما تشهد المدارس ذات الرسوم المتوسطة والمنخفضة إقبالاً من ذوي الطلبة على نقل أطفالهم فيها.
وأضافوا أن عدم تسديد رسوم حجز مقعد دراسي لتسجيل الطالب في العام الدراسي المقبل، لن يؤثر في تسجيله للعام المقبل، طالما لم يتقدم ولي الأمر بطلب نقل من المدرسة، مشيرين إلى أن رسوم حجز المقعد تراوح بين 500 و1000 درهم، وتخصم من القسط الأول للرسوم الدراسية، والهدف منها حصر المقاعد الشاغرة لتسكين طلبة جدد من طلبات الانتقال التي تتلقاها المدارس. |