صرح وزير التربية حسين الحمادي عن قرار الوزارة بعدم استخدام الكاميرات في مراقبة امتحانات نهاية العام ، وذلك مراعاة للظروف التي تمر بها الأسر في الوضع الحالي، واعتبر التعليم والتربية عملية تشاركية بين الأهالي والمدرسة،بغض النظر عن نمط التعليم تقليدياً كان أو عن بُعد، وإن ذوي الطلبة هم القدوة لأبناءهم في البيت، والمعلم قدوة في المدرسة، لذا يجب ان يتحلى الجميع بالقيم الجيدة التي يعبر عنها بالممارسة الجيدة. وتحدث الحمادي ربما يوجد عدد قليل من أولياء أمور الطلبة يساعدون (يغششون) أبناءهم في الاختبارات، وهذه ظاهرة غير صحية، وبعيدة عن أخلاقنا وقيمنا في دولة الإمارات، ولذلك فإن الوزارة لديها منظومة مراقبة ومتابعة لعملية أداء الامتحانات عن بعد، منها أن كل طالب مقيد في أنظمة الوزارة، ومهاراته وقدراته وإمكاناته معروفة، ومن ثم فإن الوزارة تأخذ نسباً عشوائية من الطلبة الذين حققوا درجات مرتفعة تفوق المتعارف عليه عن مستوياتهم الحقيقية، ويتم إجراء لقاءات مباشرة لهم مع المعلمين، حيث يُختبر هؤلاء الطلبة ويُسألون بشكل مباشر للتأكد من أنهم هم الذين أجابوا عن أسئلة الامتحان، وليس هناك من ساعدهم.
ورغم وجود وسائل متطورة كتشغيل الكاميرات والمراقبة، لكن الوزارة فضلت عدم استخدامها في الوضع الراهن تقديراً لظروف الأهالي، حيث لم يتقبل البعض تلك الفكرة، لكن في المستقبل بعد زيادة التوعية والتدريب على كيفية استخدامها، وقد أكد الوزير عن غش الطالب في الامتحانات سيعود عليه بالضرر مستقبلاً أكثر من الفائدة.
ووضح أنّ الوزارة عندما تقيم الطلبة تتبع إجراءات عدة لمعايرة الدرجات ومراجعة درجات الفصل الدراسي الأول، والتدقيق على بعض مستويات الطلبة، ولذلك فإن الشك في درجات معينة للطالب سيدفعنا لإجراء مقابلة مباشرة معه، للتأكد مما إذا كان هو من أجاب عن أسئلة الامتحان بمفرده وليس هناك من ساعده في ذلك».
لذلك طلب من الأهالي إدارك أن الغاية من التعليم تنمية مهارات الطلبة وليس تحصيل الدرجات،حيث أنّ الدرجة هي مجرد رقم بينما المهارة المكتسبة تبقى طوال الحياة، وذكر مثال وجود طلبة في الجامعات يحققون درجة 100% أو 99%، ولكنهم ليسوا ناجحين في الحياة العملية، لأن تركيزهم كانت على المقرر الدراسي ولا يوجد لديهم تجارب أو اطلاع على معارف أخرى.لذا أكد أنّ الوزارة تبحث عن الطالب المواطن الشامل، الذي يتمتع بصفات وخصائص متعددة، ونسعى لتطويرها، سواء عن طريق المدرسة أو عن طريق الأنشطة والمهارات والفعاليات واللقاءات والمسابقات، والدولة قطعت شوطاً كبيراً في توفير عدة أدوات لتطوير مهارات وقدرات الطلبة
كما تحدث عن تجربة التعلم عن بعد، هي حصيلة عمل سنوات ودعم من القيادة، الأمر الذي جعلها تتفرد وتتميز على مستوى المنطقة، حيث أنّ التعلم عن بعد هو ثمرة رؤية مستدامة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي وجه بضرورة التحول الذكي للتعليم، وهذه المنظومة التعليمية طبقت سابقاً على نحو محدود، واليوم، وبسبب الظرف الراهن أصبحت ركيزة للتعلم.
وركز الحمادي على أولوية التعليم، وعدم السماح بخسارة الطالب لأي يوم دارسي، وهذا هو الهدف من تطبيق التعلم عن بعد، فالتعلم مسألة تراكمية، وحذف أيام من الدراسة يؤثر في مستوى الطلبة، واستمرار التعلم أمر محسوم، كما أنّ الظرف الصحي الذي نمر به رغم مساوئه إلا أنه اختصر سنوات من الإعداد، وتهيئة الميدان، والآن تحققت قفزات كبيرة في تطبيق التعلم الذكي من خلال التدريب، وجاهزية المنصات الرقمية، وتعاون المدرسة والطالب وولي أمره. |